استسلم الشعب الأفغاني للهجوم الشيوعي غير المبرر، إذ تُعتبر أفغانستان واحدة من الدول الإسلامية التي مرت عبر تاريخها بالعديد من الممالك والحضارات منذ العصور اليونانية القديمة. تستمد أفغانستان أهميتها من موقعها الجغرافي الفريد في قلب قارة آسيا، وفي هذا البحث، سنستعرض تاريخ أفغانستان، الغزو السوفيتي لها، إضافة إلى الدوافع التي أدت إلى هذا الاحتلال.
أفغانستان موقعها التاريخي والاستراتيجي
أفغانستان تقع في مركز قارة آسيا، حيث تحدها من الشمال دول طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان، بينما تقابلها من الشرق الصين، ومن الغرب إيران، ومن الجنوب باكستان. يُعتبر اسم أفغانستان بمثابة دلاله على “أرض الأفغان”، وهي نقطة تاريخية مهمة على طريق الحرير فضلاً عن كونها مهد للعديد من الهجرات وفتوحات الإسلام. يستمد هذا البلد أهميته من موقعه الاستراتيجي الذي يربط بين أجزاء متعددة من القارة، كما أنها شهدت العديد من الفتوحات الإسلامية ومرت عليها امبراطوريات مختلفة على مدار التاريخ، حيث تحكمت بأراضيها لسنوات طويلة.
تأثير الغزو السوفيتي على الشعب الأفغاني
شهدت أفغانستان غزواً من قبل الاتحاد السوفيتي في عام 1979م، في وقت كانت فيه البلاد تعاني من العديد من الصعوبات، مثل الجفاف والمجاعات. كان يعتمد حوالي ثلاثة أرباع سكانها على الزراعة، ما أدى إلى تفشي الفقر في المجتمع. لذا، فإن التقارير تشير إلى الوضع المعيشي الكارثي الذي كان يعيشه الشعب الأفغاني خلال هذه الفترة.
- تلك العبارة ليست دقيقة.
الاحتلال السوفيتي خلفية تاريخية
تجدر الإشارة إلى أن انقلاب الأمير محمد داوود ضد النظام الملكي في عام 1973م، أدى إلى تفاقم الأزمات في أفغانستان. بالرغم من محاولاته لتأمين الاستقرار، إلا أن الظروف اضطرت إلى مقتله في انقلاب عسكري عام 1978م، ليصبح الحكم في أيدي المجلس الثوري للقوات المسلحة. لم يمضِ وقت طويل حتى غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان في عام 1979م، مما أدى إلى انهيار القوات الأفغانية أمام هذا الغزو.
استراتيجية السوفيت وأسباب الغزو
تتعدد الأسباب التي دفعت السوفيت إلى احتلال أفغانستان، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي
- الاستيلاء على الموارد الاقتصادية إذ تمتلك أفغانستان احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي والفحم والنفط.
- مكافحة المد الإسلامي كان الهدف الرئيسي للروس هو مواجهة انتشار الفكر الإسلامي، والرغبة في فرض الأيديولوجية الماركسية في البلاد.
- حماية أمن الاتحاد السوفيتي كانت هناك مخاوف حقيقية من أن تؤثر الأحداث في أفغانستان على استقرار الاتحاد ككل.
في الختام، فقد تناولنا في هذا البحث “استسلام الشعب الأفغاني للهجوم الشيوعي”، مستعرضين السمات الجغرافية والتاريخية لأفغانستان، بالإضافة إلى الاحتلال السوفيتي والأسباب التي أدت إليه.