إن مفهوم الإيمان يتألف من مجموعة من العناصر الأساسية التي تتداخل لتعبر عن التزام الإنسان تجاه الله سبحانه وتعالى. يتضمن هذا التعريف اعتقادًا بالقلب، وقولًا باللسان، وعملًا بالجوارح. يُعتَبَر الإيمان منظورًا حيويًا في حياة المسلم، إذ يُفترض به أن يؤمن بأركان الإسلام كافة، إلى جانب توحيد الله -عز وجل- بأنواعه الثلاثة توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وأسماء الله وصفاته. يعتبر هذا الإيمان شرطًا أساسيًا للتصديق، ويتطلب السعي لتحقيق الإيمان الكامل. لذا، سنقوم في هذا المقال بفحص تفاصيل هذا المفهوم العميق المرتبط بالاعتقاد القلبي والكلام اللفظي والأعمال الجسدية، بالإضافة إلى استعراض بعض الآيات القرآنية التي تدلل على أهمية الإيمان بالله.
أسس الإيمان اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح
الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو مبدأ أساسي يجب أن يلتزم به كل مسلم، يتطلب ذلك تحقيق أركان الإيمان الستة في سلوكيات العبد. يُوصف الإيمان بأنه اعتقاد جازم يتطلب تمحيصًا ويقينًا كاملاً، حيث ذُكرَت تعاريف متعددة للإيمان بين العلماء. فبعضهم يعرف الإيمان بأنه الفعل والكلام الذي يمكن أن ينقص بالمعاصي ويزيد بالطاعات. وقد أشار الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز إلى جميع الأعمال المترتبة على الإيمان، كما جاء في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}، وفي الحديث الشريف “الإيمان بضع وسبعون شعبة -أو قال بضع وستون شعبة- فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”. وبالتالي، فإن العبارة اعتقاد بالقلب وقولٌ باللسان وعمل بالجوارح تُشير بشكل مباشر إلى معنى الإيمان.
- الإجابة الإيمان.
الآيات القرآنية التي تدعم الإيمان بالله
لقد أشرنا إلى أن الإيمان ينبغي أن يكون عبارة عن اعتقاد قلبي، وعمل جسدي، وكلام لسان، وهذه الجوانب الثلاثة يجب أن تتكامل فيما بينها لضمان إيمان ثابت ومتين. وقد ذكر الله -عز وجل- في آيات القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن الإيمان. ومن تلك الآيات
- قال تعالى {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
- قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدً}.
- قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
- قال تعالى {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا}.
- قال تعالى {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}.
في ختام هذا المقال حول الاعتقاد القلبي والجوانب اللفظية والجسدية للإيمان، ندرك أن هذا المفهوم يرتبط بعمق بعبودية العبد لله، حيث تستلزم العبادة التصديق القلبي وأعمال الجوارح. وقد أبرزنا خلال المقال شروط الإيمان وقدمنا دلائل من القرآن الكريم تؤكد على أهمية هذه العناصر الثلاثة. وبالتالي، فإن الإيمان ليس مجرد ادعاء، بل هو ممارسة عملية تشمل جميع جوانب حياة المسلم.