يعد التحدث مع النفس من الظواهر الطبيعية التي يمكن أن لوحظت في سلوكيات الأطفال، ولكن تساؤلات الأمهات حول هذا الأمر تزداد خاصة عند ملاحظة تكرار هذه الظاهرة. يبدأ الأطفال عادةً بالتحدث مع أنفسهم خلال الفترة ما بين سن الثالثة والخامسة، حيث يقومون بتوجيه حديثهم إلى الدمى أو الشخصيات الخيالية. يُعتبر هذا السلوك جزءًا من تطورهم الفكري والاجتماعي، ولا يستدعي القلق إلا في حالات معينة.

تكرار حديث الطفل مع نفسه

تعتبر ظاهرة الحديث الذاتي علامة على التطور النفسي المعقد لدى الأطفال، ولذا كثيرًا ما يشعر الأهل بالقلق والتساؤل حول ما إذا كان هذا سلوكًا طبيعيًا. ولذا، يتسارع بعض الأهل إلى استشارة المختصين لتحديد ما إذا كان هناك مشكلة. يجب على الأهل تطوير الفهم العميق لطبيعة هذا السلوك وأسباب ظهوره، مما يساعدهم بمعالجة القلق الزائد حول حالة أطفالهم.

الأسباب الرئيسية لحديث الطفل مع نفسه

تشير الدراسات إلى أن الحديث مع النفس لا يدل على وجود اضطراب نفسي، بل قد يعكس ذكاءً خاصًا ومهارات نفسية مرتفعة لدى الطفل. عادةً ما يكون الأطفال الذين يتحدثون مع أنفسهم أكثر ابتكارًا وإبداعًا، حيث يختلف هذا السلوك من طفل لآخر حسب تكوين شخصيتهم. وقد تتضمن الأسباب التي تشجع الأطفال على التحدث مع أنفسهم

  • تعلم اللغة في السنوات الأولى، يبدأ الطفل بتكرار الكلمات لنفسه كوسيلة لتدريب النطق وتحسين مهارات التواصل.
  • التخيل الأطفال يميلون إلى خلق عوالم خيالية حيث يخترعون شخصيات ويؤلفون قصصًا، مما يعزز قدرتهم على التفكير الإبداعي.
  • تهدئة النفس عندما يتعرض الطفل للمواقف الصعبة أو يشعر بالضيق، قد يتحدث مع نفسه كوسيلة للتعامل مع مشاعره.

متى ينبغي القلق من حديث الطفل مع نفسه

على الرغم من أن حديث الطفل مع نفسه يعد سلوكاً طبيعياً، إلا أن هناك علامات يجب مراقبتها لتحديد ما إذا كان سلوك الطفل يتجاوز الطبيعي. في حال تكرار الطفل لنفس الجمل، أو تفضيله للعزلة، أو تراجع مستوى تفاعله الاجتماعي، قد تكون هذه مصدراً للقلق. يلزم استشارة مختص في حال ظهور هذه الأعراض مع الأخرى المتعلقة بالتوحد

  • رفض التواصل الجسدي مع الآخرين.
  • تكرار الكلمات بشكل غير طبيعي.
  • عدم الاستجابة للأوامر أو الكلمات.
  • صعوبة في التعبير عن الذات أو التواصل البصري.

كيفية تقليل حديث الطفل مع نفسه

إذا كان الحديث الذاتي يُثير قلق الأهل، يمكن اتباع بعض الإرشادات للمساعدة في إدارة هذا السلوك

  • التواصل المستمر مع الطفل وسؤاله عن مشاعره وأفكاره دون ضغط.
  • تشجيع الطفل على الانخراط في الأنشطة الهادفة التي تشغل وقته وتوجه طاقاته.
  • تحديد أوقات ومواقف مناسبة للتحدث مع النفس وتحويلها إلى وسائل للتعلم.
  • مراقبة احتياجات الطفل النفسية والعمل على تلبيتها.
  • إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن نفسه وأفكاره، مما يعزز ثقته بنفسه.

يعد تحدث الأطفال مع أنفسهم سلوكًا طبيعيًا ومتوقعًا في مراحل نموهم، ويمكن أن يساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعقلية. لكن ينبغي دائمًا مراقبة سلوكهم للتأكد من عدم وجود اضطرابات أخرى، والحفاظ على التوازن بين التشجيع والدعم للطفل.