تعتبر البحيرات البركانية من أبرز المعالم الطبيعية على كوكب الأرض، حيث تتميز بتكويناتها المائية الفريدة وألوانها المتغيرة على مر الزمن. تلعب هذه البحيرات دوراً مهماً في فهم العمليات البركانية الحرارية المائية، مما يساهم في تحليل كيفية تطور الغازات من البركان الأم. وقد تم استخدام مصطلح “البركانية” تاريخياً في العلوم الجيولوجية، إلا أن هناك حاجة مستمرة لته. إن جميع العمليات التكتونية والجيومورفولوجية بالإضافة إلى النشاط البركاني، تسهم جميعها في تكوين البحيرات البركانية.
تصنيف البحيرات البركانية
يعتمد تصنيف البحيرات البركانية على توقيت النشاط البركاني وحالة البركان في المنطقة المحيطة. يُعتبر الرابط الزمني بين الحدث البركاني وتشكيل البحيرة مؤشراً مهماً لتصنيف تلك البحيرات. قد يتم تشكيل البحيرة في فوهة بركانية نشطة أو في فتحة تهوية ثانوية ضمن الهيكل البركاني.
يمكن أن تؤدي الأعمال البركانية مثل الانهيارات الطينية أو تدفقات الحمم البركانية إلى تغيير أو إعاقة تدفق المياه السطحية، مما قد يؤثر على أنماط الصرف الطبيعي. هذه الديناميات يمكن أن تحدث أثناء النشاط البركاني أو في الفترات التالية له.
سمات البحيرات البركانية
تشترك البحيرات البركانية في تنوع ألوانها بناءً على تركيبتها الكيميائية أو النظم البيئية السائدة فيها. عموماً، البحيرات القليلة التغذية التي تتميز بإنتاجية بيولوجية منخفضة، تميل إلى اللون الأزرق الغامق، مما يذكرنا بالبيئات البحرية ذات الإنتاجية المحدودة.
في المقابل، البحيرات الغنية بالمغذيات يمكن أن تتفاوت ألوانها بين الأزرق والأخضر، وفي بعض الحالات شديدة الكثافة، تتحول إلى اللون الأخضر بفعل الطحالب. البحيرات ذات الألوان البنية تحتوي على كميات كبيرة من المواد العضوية، مما ينتج عنه أحماض عضوية بنية. أما البحيرات غير المعتادة، فقد يظهر فيها ألوان حمراء داكنة نتيجة وجود طحالب حمراء.
بحيرة توبا أكبر بحيرة بركانية عالمياً
تُعتبر بحيرة توبا في إندونيسيا أكبر بحيرة بركانية، وتقع في جبال باريسان على جزيرة سومطرة الشمالية. تقدر مساحتها بحوالي 440 ميلاً مربعاً (1140 كيلومتر مربع)، باستثناء جزيرة ساموسير المعروفة التي تتوسط البحيرة.
تصل أبعاد بحيرة توبا إلى حوالي 30 ميلاً (50 كم) طولاً و10 أميال (15 كم) عرضاً. تصب مياه البحيرة شرقاً عبر نهر آشان إلى مضيق مالاكا. خلال الثمانينيات، تم إنجاز العديد من مشاريع الطاقة الكهرمائية لتلبية احتياجات الطاقة في المناطق النائية. في شمال سومطرة، تم إنشاء مركز عالي الجودة لمعالجة الألمنيوم وصهره عام 1984 عند مجرى النهر.
تُعتبر بحيرة توبا واحدة من أكبر البحيرات البركانية النشطة في العالم. يُعرف أن الانفجار البركاني الذي أدى إلى تشكيل البحيرة قبل 74000 عام كان من أكبر الانفجارات في التاريخ الحديث. وقد أسفر هذا الانفجار عن ظاهرة تُعرف بالشتاء النووي، حيث تم العثور على رماد بحيرة توبا في المحيط الهندي، وأثرت على مناطق أخرى مثل الهند، التي استقبلت كميات كبيرة من الرماد المتساقط. تشتهر بحيرة توبا بجمالها الطبيعي، حيث تلتقي المياه الزرقاء مع المساحات الخضراء، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة في المنطقة.
تعتبر بحيرة توبا، التي تقع على بُعد أربع ساعات من وسط الجزيرة، واحدة من أكثر المناطق تنوعًا في جنوب شرق آسيا، حيث تتميز بتنوعها البيئي الكبير، مما يميزها عن أي منطقة أخرى في إندونيسيا.