تُعتبر التعرية من العمليات الجيولوجية الحيوية التي تساهم في تشكيل سطح الأرض وتغيير معالمها. فهي تمثل عملية تفكك أو تكسر الصخور، وأحيانًا تحللها أو نحتها، مما يؤدي في النهاية لتشكيل أشكال طبيعية متنوعة مثل الأنهار والأخاديد والكهوف. تستند هذه العملية على تفاعل هامين هما التجوية والتعرية، إذ يلعب كل منهما دورًا مختلفًا في تشكيل سطح الأرض. سنتناول في هذا المقال مفهوم التجوية والتعرية، والعوامل المؤثرة فيهما، وكذلك التفاعلات بينهما.
التعرية مفهومها وآلية عملها
يمكن تعريف التعرية، من منظور علم الأرض، بأنها العملية التي تؤدي إلى تآكل الصخور أو المواد المكونة لسطح الأرض، وينتج عنها نقل الفتات من موقعه الأصلي إلى مناطق جديدة بفعل العوامل الخارجية. تدخل الرياح، المياه، والجليد كعوامل رئيسية تسهم في هذه العملية، حيث تعمل على جرف المواد الهشة ونقلها من مكان إلى آخر.
التجوية التعريف والآلية
تُعرَّف التجوية بأنها العملية التي تؤدي إلى تفكيك الصخور بالقرب من سطح الأرض، من دون حدوث نقل للمواد إلى أماكن أخرى. وتحدث بفعل عوامل طبيعية مثل الرياح، المياه، أو الجليد، إذ تتحول المعادن الموجودة في الصخور إلى ما هو أقل صلابة. وغالبًا ما تترافق عمليات التجوية مع التعرية، حيث تعمل العوامل البيئية على نقل المواد المفككة.
التعرية والتجوية الوظائف والآثار
يتضح من خلال التعريفات المذكورة أن التعرية والتجوية، على الرغم من ارتباطهما، إلا أنهما يختلفان في آلياتهما. فالتجوية تؤدي إلى تفكيك الصخور دون تحريكها، بينما التعرية تنقل الفتات الناتج عن التجوية. وبالتالي، تُعتبر العبارة السابقة التي تتحدث عن التعرية بأنها تؤدي لتفكك الصخور في موقعها غير صحيحة.
- عبارة خاطئة.
العوامل المؤثرة في التعرية والتجوية
تُعتبر التعرية أحد أشكال تدهور التربة، وتحدث بشكلٍ متزامن مع التجوية في معظم البيئات. وتؤدي إلى فقدان طبقات التربة السطحية، مما يقلل من إنتاجية الأراضي الزراعية ويؤثر سلبًا على نوعية المياه. ومن العوامل المؤثرة في كلا العمليتين
- الرياح تُعتبر الرياح عاملاً رئيسيًا في المناطق الجافة، حيث تؤدي إلى هجرة الكثبان الرملية.
- المياه تلعب المياه دورًا بارزًا كعامل تعرية، خاصة في المناطق ذات الأمطار الغزيرة أو على ضفاف الأنهار.
- الجليد ينجم عن حركة الأنهار الجليدية التي تؤدي إلى جرف التربة وتشكيل المناظر الجليدية.
أنواع التعرية
تحمل التعرية دلالات عديدة تؤثر على البيئة المحيطة بها، ومن الأنواع البارزة لها
- التعرية المائية تشكلت بفعل الأمطار وتدفق المياه.
- تآكل الورقة يُشير إلى إزالة موحدة للتربة بفعل الرياح.
- تآكل السمط يحدث نتيجة تأثير الرياح والمياه على التربة السطحية.
- تآكل الأخدود يتكون نتيجة جريان المياه السطحية.
- تآكل النفق يشبه تآكل الأخدود إلا أنه يؤدي إلى تكوين أنفاق مائية.
- انجراف الجبال يحدث غالبًا في المناطق الجليدية نتيجة الذوبان.
- تعرية الجبال تترافق مع التجوية حيث تُنقل الصخور الناتجة عن عملية التجوية.
أنواع التجوية
تناقض التجوية التعرية بكونها تركز على تفكيك الصخور، وتشمل نوعين رئيسيين
- التجوية الميكانيكية حيث تُفكك الصخور إلى أجزاء صغيرة، ومن أبرز أشكالها ظاهرة الصقيع.
- التجوية الكيميائية تحدث عندما يتغير تركيب المادة الأصلية بفعل العوامل الخارجية، مما يزيد من تعرضها للتآكل.
بهذا، نكون قد تناولنا بعمق موضوع التعرية والتجوية، مفهوم كل منهما، وأنواعهما، والعوامل المؤثرة فيهما. نتمنى أن يكون هذا المقال قد أوضح الكثير حول هاتين الظاهرتين المهمتين في علم الجيولوجيا.