يعتبر العلم الذي يتناول العلاقة بين التفكير وتأثيرات المجتمع أحد المجالات العلمية المتقدمة، حيث تجاوزت أبحاثه مختلف مراحل التطور وصولاً إلى دراسة سلوك الأفراد وصفاتهم. يهدف هذا العلم إلى تعزيز الإنتاجية من خلال فهم كيفية التفاعل المطلوب مع البيئة المحيطة. وقد شكلت بدايات هذا العلم مسارًا فلسفيًا حتى تم وضع الأسس العلمية اللازمة. في هذا المقال، سنستعرض ما هو هذا العلم الذي يربط التفكير بتأثيرات المجتمع.

العلم الذي يربط التفكير بتأثيرات المجتمع

أسفرت الثورة التكنولوجية التي حدثت في أواخر القرن العشرين عن زيادة أهمية دراسة التفكير والسلوكيات الإنسانية. إذ يتطلب فهم هذه الديناميكيات تطوير طرق علمية تهدف إلى تعزيز الجوانب الإيجابية ومعالجة المشكلات. فما هو العلم الذي يتناول الربط بين التفكير وتأثيرات المجتمع

  • علم النفس.

يُعتبر علم النفس من العلوم القديمة التي ارتبطت بالبداية بالفلسفة. كانت بدايات هذا العلم تنبع من اهتمامات الفلاسفة بعلوم العقل والوجود والمعرفة. ومع مرور الوقت، قام العالم الألماني فونت بفصل علم النفس عن الفلسفة، حيث أسس مختبرًا نفسيًا لدعم الأبحاث. عُرّف علم النفس بأنه “الدراسة العلمية للتجربة الواعية، التي تهدف إلى تحديد مكونات الوعي وكيفية تأثيرها على تجاربنا”. ولذلك، فإن علم النفس يعتمد ليس فقط على التأثيرات النفسية الداخلية، بل أيضًا على التأثيرات الخارجية.

تعريف علم النفس

تتعدد تعريفات علم النفس، حيث يركز كل تعريف على جانب معين من جوانب الوجود الإنساني. يُعرَف بأنه العلم الذي يهتم بدراسة الحياة النفسية والفكرية للإنسان. كما يُعرَف بأنه الدراسة العلمية لسلوك الأفراد ضمن محيطهم الاجتماعي والثقافي، وفقًا لتعريف جمعية علم النفس الأمريكية. ومع ذلك، يتفق العلماء على أن التعريف الأكثر شمولية لعلم النفس يكمن في كونه العلم الذي يعنى بدراسة جميع سلوكيات الإنسان المرتبطة بالجوانب النفسية والعقلية بهدف فهمها وتنظيمها.

فروع علم النفس

يمتاز علم النفس بدراسة الإنسان بكافة جوانبه، ومن ثم قُسم إلى عدة فروع، منها

  • علم النفس التربوي يركز على التطبيقات العملية لطرق التعليم وتدريب الأفراد.
  • علم النفس التكويني يدرس الحالات النفسية للأفراد خلال مراحل نموهم المختلفة.
  • علم النفس الاجتماعي يتناول العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وكيفية تكوينها وتعزيزها.
  • علم النفس الرياضي يهتم بتطوير مهارات اللاعبين وفهم نفسياتهم.
  • علم النفس الطبي يدرس التفاعلات بين الأطباء والمرضى وحالاتهم النفسية والصحية.
  • علم النفس الهندسي يتناول دراسة الشخصية القيادية وعلاقتها بالأدوات المتاحة.
  • علم النفس الإرشادي يمثل دعم الأفراد في مواجهة مشكلاتهم وتحقيق التوازن النفسي.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها

  • تفسير وفهم سلوك الأفراد وأسباب ظهوره، وذلك عبر دراسة الدوافع النفسية ومعرفة نقاط القوة والضعف في شخصية الفرد، مما يساعد في تقديم تفسيرات علمية للتغيرات السلوكية.
  • ضبط سلوك الأفراد والتحكم فيه، من خلال تقويم الأخطاء وتعديلها، والتحكم بالعوامل المؤثرة في ذلك.
  • التنبؤ بسلوك الأفراد، عبر وضع فرضيات معينة بشأن ظهور سلوك ما في ظل تأثيرات خارجية.

في نهاية هذا المقال، قد تم تسليط الضوء على ارتباط التفكير بتأثيرات المجتمع من خلال دراسة علم النفس، تعريفاته، فروعه، وأهدافه التي تركز على فهم وضبط سلوك الأفراد.