يتمتع مصطلحا التقتير والبخل بقدر كبير من الالتباس في اللغة العربية، حيث يظن البعض أن المعاني بين هاتين الكلمتين متطابقة. لكن عند التدقيق، نجد أن هناك فروقات واضحة بينهما. في هذا البحث، سنكشف النقاب عن أوجه الشبه والاختلاف المتعلقة بكلمتي التقتير والبخل، مما يساهم في تعزيز الفهم الدقيق لمحتواهما.

التفريق بين التقتير والبخل

يمكن وصف البخل بأنه ناتج عن عدم رغبة الشخص في إنفاق المال أو الموارد بعد أن يمتلكها، بينما يتجلى التقتير أو الشح كغريزة قوية تحث الفرد على الاحتفاظ بالأشياء والرغبة الملحة في امتلاك ما يريد قبل الحصول عليه. لذلك، يمكن تلخيص الفرق بين البخل والتقتير كما يلي

  • البخل يمثل موقف الفرد الذي يعارض إنفاق ما لديه من موارد أو أموال، حيث يحتفظ بها لنفسه فقط.
  • التقتير أو الشح يُعبر عن حرص الفرد الشديد على تحقيق رغباته مع طمعٍ متزايد في الحصول على الأشياء التي ينشدها.

الفرق بين البخل والاقتصاد

تتضح الفروقات بين مصطلحي البخل والاقتصاد في النقاط التالية

  • الاقتصاد يتضمن اتخاذ إجراءات حكيمة لخفض النفقات وتوفير الأموال، حيث يسعى الشخص لترتيب أولوياته وتجنب الإنفاق غير الضروري. وفي اللغة، يُعتبر مصطلح الاقتصاد تجسيداً للتوازن بين التبذير والتقتير، ويشمل معنى الادخار.
  • البخل يدل على عدم رغبة الشخص في دفع المال أو إنفاق أي شيء بعد امتلاكه.

هل يمكن اعتبار التقتير على النفس بخلًا

إذا كانت تصرفات الرجل توحي بأنه يحرص على تلبية رغبات أفراد أسرته وأقاربه دون أي تردد، ويظهر كرم الضيافة لهم بينما يقصر في حق نفسه من خلال اختيارات رخيصة، فهل يمكن تصنيف هذا الإدخار ضمن مفهوم البخل

لا يُعتبر هذا التقتير بخلًا أو سلوكًا محرمًا في الدين، خصوصًا إذا لم يؤثر سلبًا على صحة الشخص أو رفاهيته، بل يُعتبر تصرفاً يُستحسن ويُثاب عليه. وهذا أسلوب يستحسن اتباعه عند التعامل مع الآخرين بلطف وكرم، في حين يتم التقليل من التبذير والتمتع بنعمة الحياة بدون تعلق زائد بها. ويُستدل على ذلك من خلال الفتاوى الشرعية ذات الصلة مثل الفتوى رقم 118341 وفتوى بيان معنى البخل رقم 35141، والله أعلم.

وفي ختام هذا البحث، قدمنا توضيحات مستفيضة حول الفرق بين التقتير والبخل وكيفية فهم كل مصطلح على حدة. نأمل أن يكون هذا المقال قد ساهم في توضيح الأفكار وإثراء المعرفة حول هذه المصطلحات المهمة.